زهران ممداني يغيّر موازين لعبة السياسة في أمريكا.. هكذا مهّد "خصم الأثرياء" لفوزه التاريخي

 

◄ محللون يتحدثون عن تحول كبير داخل السياسة التقدمية في أمريكا

◄ الحملة الانتخابية ركزت على الدفاع عن الطبقة العاملة

◄ الترويج لممداني كوجه جديد رافض للنظام السياسي القديم

رفع شعار "مدينة يمكننا تحمّل تكاليفها" لتسليط الضوء على القدرة على النفقات

دعا إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض عقوبات عليها واعتقال نتنياهو

◄ ممداني يتحدى ترامب والأثرياء.. وترامب يرد: فليبدأ التحدي

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

استطاع السياسي التقدمي وعضو مجلس ولاية نيويورك السابق، زهران ممداني، الفوز بمنصب عمدة نيويورك، أكبر مدينة أمريكية، وهو فوز تاريخي لشاب مهاجر ومسلم ومن أصول آسيوية. ومن المقرر أن يؤدي القسم رسميا في يناير المقبل.

وقال السيناتور بيرني ساندرز إن زهران ممداني بفوزه في انتخابات عمدة نيويورك حقق إحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأميركي الحديث.

وعلى الرغم من الحملة الضخمة التي شنها خصوم ممداني لتشويه سمعته، إلا أن لكن سكان نيويورك لم يرغبوا في عمدةٍ تقليدي أو سياسيٍّ مخضرم، بل أرادوا زهران ممداني نفسه، بحسب ما نشرت مجلة "ذا نيويوركر"، تحت عنوان "عهد ممداني بدأ".

كما أن استطلاعات الرأي قبل أشهر فقط كانت تظهره في المراتب الأخيرة، لتأتي نتائج الانتخابات بمفاجأة فوزه، وسط سيل من التحليلات حول دلالة هذا الفوز وأسبابه.

وفي خطاب النصر هاجم ممداني أثرياء المدينة وقال "معا، سندخل جيلا جديدا في الحكم، وإذا اعتنقنا هذا المسار الجديد الشجاع، بدلا من الهرب منه، يمكننا الرد على الأوليغارشية والاستبداد بالقوة التي تخشاها، وليس الاسترضاء الذي تتوق إليه".

وفتح ممداني النار أيضا على الرئيس دونالد ترامب، ووضع نفسه في مواجهة مباشرة معه وقال "هذه ليست فقط الطريقة التي نوقف بها ترامب، بل هي الطريقة التي نوقف بها "ترامب التالي".

وأضاف "دونالد ترامب، بما أنني أعلم أنك تشاهدني الآن، لدي 4 كلمات لك: ارفع مستوى الصوت". ورد ترامب في تغريدة على منصة تروث سوشيال، فور انتهاء الخطاب وقال "فليبدأ التحدي إذن".

وأرجعت صحيفة ذا هيل الأميركية فوز ممداني إلى 5 أسباب وهي: تركيز زهران ممداني على مسألة القدرة على تحمل سكان نيويورك النفقات محور حملته، مستخدما شعارات مثل "مدينة يمكننا تحمّل تكاليفها" و"إسكان ميسور للجميع"، إلى جانب تميز حملة ممداني باتساق رسالتها منذ البداية، أي الدفاع عن الطبقة العاملة وجعل الحياة أسهل، وكذلك تقدم ممداني نفسه كوجه جديد يرفض النظام السياسي القديم، في خطاب يشبه حملة ترامب عام 2016 من حيث رفض المؤسسة السياسية القائمة.

ومن بين الأسباب التي دفعت إلى فوز المرشح الديموقراطي حرص ممداني على الظهور في كل مكان، من المؤتمرات الصحفية إلى وسائل التواصل الاجتماعي وحتى الحفلات الليلية، وأخيرا استناد حملته إلى الطاقة المتجددة داخل الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، بمساندة من النقابات والمتطوعين والمتبرعين الصغار، ومع أن محللين أشاروا إلى أن نموذج ممداني "يناسب نيويورك تحديدا"، فإنهم وصفوا حملته بأنها واحدة من أنجح الحملات التقدمية الحديثة.

ونقلت الصحيفة عمن وصفته بأنه أحد الإستراتيجيين الديمقراطيين قوله معلقا على طريقة ممداني في حشد التأييد له: "سواء أحببتموه أم كرهتموه، فلن تستطيعوا الابتعاد عنه"، وأضاف: "عندما نقول إننا بحاجة إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة، علينا اتباع هذا النوع من القواعد، وليس ما اعتمدناه في السنوات الماضية".

ويرى المراقبون أن فوز ممداني لم يكن مجرد انتصار شخصي، بل إشارة إلى تحول داخل السياسة التقدمية في أميركا، حيث أصبحت قضايا مثل السكن الميسور وتكاليف المعيشة تتقدم على الخبرة السياسية التقليدية والشخصيات القديمة مثل أندرو كومو.

ولطالما كان ممداني منتقداً صريحاً للحكومة الإسرائيلية ومعاملتها للفلسطينيين. في عام 2023، قدّم مشروع قانون لإنهاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، إلا أن مشروع القانون عُدّ "غير قابل للتنفيذ" ولم يُحقق أي تقدم.

وأعرب ممداني عن دعمه لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض عقوبات عليها. كما طالب بضرورة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة